سوريا.. نازحون يعودون إلى منازلهم شمال غربي الحسكة
سوريا.. نازحون يعودون إلى منازلهم شمال غربي الحسكة
عاد قسم من الأهالي السوريين إلى منازلهم في ريف زركان وتل وتمر شمال غربي الحسكة، ممن نزحوا مؤخرًا عقب التصعيد الإعلامي التركي بشن عملية عسكرية على المنطقة، حسبما أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جاءت عودة النازحين تزامنا مع عودة الهدوء للمنطقة، فيما أشارت مصادر المرصد إلى جود تحليق يومي مكثف للطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة وصولًا إلى منبج وتل رفعت بريف حلب الشمالي والشرقي.
ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحليقا لمروحيات روسية على طول الشريط الحدودي شمال الحسكة وصولا إلى المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة قسد والنظام من طرف ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” من جهة ضمن منطقة “نبع السلام” من طرف آخر، وسط استمرار تثبيت وقف إطلاق النار منذ نحو 8 أيام على جبهات تل تمر وأبوراسين، فيما تحلق الطائرات الحربية الروسية بشكل يومي في فترات ما بعد منتصف الليل بشكل يومي وذلك لليوم الـ17 على التوالي.
وفي الرابع من يونيو الجاري، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار إلى نزوح غالبية سكان بلدة أبوراسين (زركان) إلى أماكن أكثر أمنا، بعد استهداف المرافق الحيوية والمدارس والمنازل بشكل مباشر نتيجة القصف المكثف على مناطق واسعة في البلدة، حيث تركز القوات التركية والفصائل الموالية لها عمليات القصف البري بالمدفعية وراجمات الصواريخ، فيما لا يزال القلة منهم يتوارون في المنطقة، في انتظار الانتهاء من جني محاصيلهم الزراعية.
وتقدر نسبة النازحين بنحو 85% من إجمالي عدد السكان.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.